كطالب أو طالبة تغربت عن بلدك حتى تدرس وتحصل على درجة علمية وعلم مميز ممكن تتخيل أن قبولك في الجامعة وركوبك الطائرة كان أكبر تحدي صمدت أمام تحقيقه.
الحقيقة معظمنا في بداية تحقيق الحلم اعتقدنا ذلك. لكن الواقع هو أنك أدخلت نفسك في سلسلة من التحديات والعوائق الجديدة التي لم تخطر ببالك.
تماما مثل ألعاب الفيديو .. تخيل أنك تخطيت مرحلة حتى تدخل مرحلة أخرى. هل متوقع أنها تكون أسهل؟ غالبا لو كانت أسهل مما قبلها لازم تشك في نفسك 🙂 ربما اللعبة تخدعك حتى تختبر صمودك أمام السهل وتضع لك المغريات حتى إذا توغلت فيها تتفاجئ بالوحش أمامك في لحظات لم تكن أبدا تتوقعها 🙂 وأنت يا مسكين لم تتجهز لذلك.
تحديات كثيرة ستواجهك بداية من دراستك واختيار مشرفك والكورسات وغيرها وحتى البيئة المحيطة بك من أشخاص من بلدان مختلفة قد يصعب عليك الاختلاط بهم والتعايش معهم وتحمل نقدهم أحيانا .. إلخ.
وخلال أول عامين غالبا ما ستعتصرك آلام الغربة خاصة لو كنت شخص اجتماعي في بلدك وعندك أصدقاء وعائلة تحبهم بشدة.
ستأتي عليك مرحلة ربما تكلم فيها نفسك:
لماذا جئت هنا؟
ما هو هدفي؟
هل اخترت المجال الصح؟
وماذا سأفعل بعد ما تعلمت؟
وربما ينتابك البكاء والحزن وتمر بفترة لا تستطيع التركيز فيها في عملك ولا تستمتع بأي شئ.
أعتقد أن هذه أهم مرحلة يلزمك اجتيازها باستجماع كل ما لديك من قوة والتحضير لها وعدم الاستسلام. هذه ليست أصعب مرحلة لكنها الأكبر تحديا ولو تجاوزتها ستكون قد تعلمت اجتياز ما هو أصعب في المستقبل.
ستتعلم كيف تعامل غيرك من جنسيات مختلفة وتعمل معهم كفريق وتتحاور معهم بتلقائية وتكون صداقات ممتازة. وستتعلم كيف تركز مخك وجل تفكيرك على هدف تريد تحقيقه. وستتعلم كيف تساعد غيرك ممن في بداية الطريق.
هذا بالإضافة لإنتاجيتك التي ستزيد وهكذا.
أي شخص مر بتجربة السفر للدراسة أو تحصيل الرزق لابد وأن يكون فخورا ويحمد ربنا أن ألهمه الصبر والصحبة. السفر ليس بالضرورة معناه خارج بلدك لكن ممكن يكون خارج مدينتك. أنا شخصيا كنت دائما ما أنظر بإعجاب لزملائي في جامعة القاهرة القادمين من المدن المصرية المختلفة ويسكنون المدينة الجامعية.
وفي النهاية هدفك أمامك لا يسقط من بين عينيك!
استعن بالله ولا تعجز